يوميات الحاج زعبور ههههه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نهض الحاج زعبور با كرا كعادته تناول فطوره المعتاد الللبن والتمر والزميطا

خرج لتسخين سيارته الفارهه (عقرب الريح)
-تشن تشن تشن تشن

لاول مرة منذ سنوات يعجز الحاج زعبور عن ايقاض سيارته من غفوتها ولكن مادا يفعل والحاجه فجرة كانت قد طلبت منه جلب الحوت لتعد الغداء لضيوفها القادمين من الريف
لم يكن لديه خيار عليه ان يستقل سيارة الركوبه العامه وهو الدي لم يعتد التنقل سوي بسيارته (العكاري).

يقف الحاج زعبور علي محاداة الطريق ينتضر قدوم الافيكو يتلفت يمينا وشمالا وجوه كتيرة تقف بجانبه من مختلف الاعمار والاجناس وهاهي احدي الافيكوات تلوح في الافق قادمه بسرعه خياليه مكتضه بالبشر وقوفا وجلوسا وصوت الموسيقا يصدح عاليا مخترقا الاذن الخارجيه والوسطي والداخليه محدثا ضجيجا هائلا كفيلا باصابتك بالصمم المؤقت.

يخرج احدهم راسه من النافدة الاماميه مبحلقا في الوجوه المنتضرة لسماع الجواب ويصيح بصوت اندمج مع نغمات الموسيقا الافيكويه ولربما احدت تجانسا معها
(بابا فين باب هنا طريق الشط تعالي جاي)

يتقدم الحاج زعبور من الشاب الدي يدعي (البولتاي)
-يا وليدي بتخطمو من جنب سوق الحوت
-اكيد يا حويج اركب وتوا نلوحوك غادي
(نلوحوك) هي الحكايه فيها تلويح وتخيل الحاج نفسه وقد قذف به من النافدة وكأنه كيس من القمامه .
(تبا للمصطلحات الشبابيه ) هكدا قال في نفسه
صعد الحاج زعبور الي الافيكو وافتتح اول مغامرة له في هده المركبه المجنونه التي تشبه الكازينو المتنقل والتي لا غني عنها بالنسبه الي رقاد الريح.
كانت المركبه مكتضه عن اخرها ولم يكن هناك متسع للوقوف فما بالك بالجلوس.
ولكن ولحسن حض الحاج ان شبابنا لم تمحي من اخلاقياته التي فرط فيها عادة الاحترام لخصوصيه كبر السن ولم يتواني الجالسون في النهوض وتوجيه الدعوة للحويج للجلوس ربما عن احترام وربما للفت وربما لخجله من الجلوس ورجل مسن يقف بجانبه.

جلس الحاج زعبور في مقعده بعد ان شكر الشاب ودعي له بجميع انواع الدعوات متمنيا له النجاح والفلاح والحج والعمرة ووووووو

بدات الافيكو في المسير وبمعني ادق بالطيران واخد سائقها يتفنن في اجتياز العربات الصغيرة وملاحقه الزبائن علي الطرقات بمهارة يحسد عليها.

-علي المسجل يا سواق
هكدا صاح الشاب الدي يجلس في الكرسي المقابل للحاج زعبور والذي لم يتوقف طوال الوقت في التفنن في التغزل والكذب عي الفتاة الجالسه بجانبه
الشاب-تعرفي اني أول مرة شبحتك فيها قلت هادي هيا البنت اللي اندور عليها
البنت- والله بجديات
الشاب ولما خطمتي من جنبي قلبي قعد يدق وعيوني يرفو
البنت-والله بجديات
الشاب-تي انتي من الاخير مش عاديه بكل ضحكتك ولا ضحكه الموناليزا عيونك ولا عيون نانسي عجرم وشعرك ولا شعر الاميرة ديانا
الفتاة- باهي امتي بتجي تخطبني من اماليا
الشاب باعلي صوته -يمينك يا سوااااااااااااااااااااااااااق

تنهد الحاج زعبور وتحسر علي الايام الخوالي عندما لمح لاول مرة فجرة بنت حارتهم عندما كانت تشتري الحنه من دكان الحاج صالح وكيف لم يستطع النوم بعدها لمدة اسبوع ورغم كل هدا لم يتجرأ ولم يفكر حتي مجرد التفكير في محادتتها او النضر اليها.

-تي قوي يا سواق مانسمعو في شئ
-دقيقه ياغالي منغير الشريط

استبدل السائق الشريط الدي لم يعجب الراكبين وكما لا يخفي عليكم فأنه من البرامج المقدمه في الافيكو البرنامج المباشر (مايطلبه الراكبون)
-وراس العزيز حاجه للطائر الابيض
-ادلل يا غالي
وتواني وكان الطلب جاهزا وصدحت مكبرات الصوت بأعلي صوتها
-القلب حالف لا ماينساك-لو بعدوكي عني يا ملاك
أصحي من نومي يجيني خيالك وووووووووووووووووو
ورغم ضعف السمع الدي يعاني منه الحاج ودلك نضرا لتقدمه في السن الا أن صوت الموسيقا الهائل استطاع ان ينشط مراكز السمع في دماغه

-وينك ماجيتي غبتي عليا كتير-وينك ماجيتي املي مزال فيك كبير
غبتي عليا كتير -املي مازال فيك كبير
كانت هده الاغنيه التاليه التي طلبها الراكبون فطلبات الركاب أوامر وماذا تريدون بعد دلك (توصيله وموزيقا وهياجه وبنات حلوة) هدا كله بربع جني يابلاش
واصلت الافيكو طياراناها بسرعه خياليه وفجأة ضهر شاب وفتاة علي حافه الطريق (في لقطه تضهر اننا شعب سواق وان شوماخر وهاكنن لا يتعدي كونهم تلاميذ امامنا) توقفت الافيكو في المكان المحدد وصعد الشاب والفتاة
-معليشي يا سواق ممكن تفتحلنا الشريط هدا
وجلس الشاب والفتاة وهاهي اغنيه جديدة تبت علي قناة(روتانا افيكو)
ماشربش الشاي اشرب قازوزة انا ماشربش الشاي
قالولي علي خدك خوخه
-يعطيك دلاعه علي دماغك
هكدا صاح الحاج زعبور لتمر دقيقه من الصمت وتنقلب الافيكو رأسا علي قب (وتشرتعو الشباب بالضحك)
-شني مش عاجباتك الغنيه يا حويج
-ايه يا وليدي وهيا هادي تسمي فيها غنيه ايه بالله الله يرحمك يا ام كلتوم ويا فريد الاطرش ويا ويا وووو
واخد الحاج يعدد لهم المطربين الاحياء منهم والاموات

واخيرا وصلت الافيكو الي وجهه الحاج زعبور وهي سوق الحوت ونزل الحويج ولم تتوقف ضحكات ركاب الافيكو
-سلمنا علي أم كلثوم يا حويج
هههههههههههههههههههه
وفي تواني تلاشت الافيكو من اما الحاج الدي اخد نفسا عميقا واتخد قرارا بعدم تكرار هده التجربه مرة اخري ولو اضطر الي الذهاب سيرا الي المكان الدي يريده

انشالله عجبتكم بس سلااااااام